تحتفل دول العالم سنويا في الخامس من حزيران بـ"اليوم العالمي للبيئة" حيث يأتي الاحتفال بهذا اليوم تخليدا لذكري انعقاد أول مؤتمر للأمم المتحدة يُعنى بالبيئة البشرية، وذلك في مدينة استكهولم عاصمة السويد بين 5-16 يونيو 1972. وقد جرت عادة الأمم المتحدة من أجل إحياء يوم البيئة العالمي على تخصيص عنوان معين من عناوين الحفاظ على البيئة ليكون موضوعا محوريا للمؤتمرات والندوات والورش التي تهتم بشؤون إصلاح البيئة البشرية وتهيئة مستلزماتها، إلا أن أكثر المشاكل البيئية التي تواجه المجتمع الإنساني اليوم هي مسالة التلوث البيئي غير الطبيعي بسبب كثرة الملوثات البيئية، فماذا ستصنع البشرية أمام هذا الخطر الداهم؟.
يرى الإمام الشيرازي في كتابه البيئة إن التلوث البيئي يرتبط بالهواء والماء والتربة معا، وهو قد يكون ماديا، وقد يكون معنويا، والتلوث المادي هو عبارة عن التلوث بأي شيء غريب عن مكونات المادة الطبيعية سواء كان شيئين حسنين أو غير حسنين، أو احدهما حسن والأخر غير حسن. وفي الإصلاح الحديث يُقال التلوث بمعنى إفساد مكونات البيئة من تحول العناصر المفيدة إلى عناصر ضارة، سواء كان في الهواء أو في الماء أو في الشجر أو في الحيوان، والتلوث بهذا المعنى هو صورة من صور الفساد والإفساد، حيث ورد في الذكر الحكيم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا". ومن أسباب التلوث في البيئية تدخُل الإنسان في قوانين البيئة التي سنها الخالق عز وجل، وإخلاله بتوازن عناصرها ومكوناتها، بحيث تكون حينئذ ضارة للإنسان أو الحيوان أو النبات.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire