ندما كنت ألتقي ببععض من كان يشاركني متعة تلك المحاضرات ونتساءل فيما إذا كنا نتمنى لو نعود مجدداً لمقاعد الدراسة ونعيد دراسة ما درسناه سابقاً فأستغرب أن هناك من خطر بباله نفس فكرتي..
أهي رغبة بأن ننتقم من أستاذنا الذي كان يشعر بزهو وفخر كبيرين وهو يلقي على مساعنا آراءه وتحليلاته لشخصيات الشيخ زبير وتلك المتعة التي يشعر بها عندما يتعمد تشويشنا وإضاعتنا بين أفكار متضاربة بحجة أن علينا أن نفكر ونتوصل بأنفسنا لرأي.. فالأدب، كما كان يصر، مفتوح لاحتمالات كثيرة وليس هناك رأي واحد صحيح ومطلق فيه.. ومع ذلك كنا نصر أن نعرف رأيه هو فيها: عفوا دكتور.. هل كان شكسبير عنصري؟ هل يكره العرب؟ لماذا إذاً لم يختر شخصية أوربية لدور عطيل؟ هل هاملت يعاني من شيزوفرينا؟ هل هو مجنون أم يدعي الجنون؟ هل أحبت كليوباترا انطوني اكثر أم وطنها؟ هل كانت خائنة لحبيبها ومخلصة لوطنها أم خائنة لكليهما؟ ونسرع بتدوين إجاباته التي غالباً ما تكون أكثر غموضاً من الأسئلة ذاتها.. ربما لأن علينا أن ننجح في المادة ولن يكون ذلك إلا بكتابة ما يروق لمصحح المادة وليس لشطحات أفكارنا، أو ربما لأننا لم نكن وقتها لنثق كثيراً أن بإمكاننا أن نقدم رأياً مستقلاً ورؤية خاصة فنتعلق بكل ما ينطقه هو ونتبنى آراؤه.. لهذا بعد أن نتخرج نتمنى لو نعود لنخالف أستاذنا الرأي، لنقول له مثلاً بأن كليوباترا عندما انسحبت من المعركة لم تفعل ذلك غدراً بحبيبها وإنما تضحية بحبها من أجل وطنها على عكس ماصورت لنا المسرحية.. وأن والد هاملت كان مسؤولاً أيضاً عن مأساة ابنه وعن خيانة زوجته وأنه أيضاً ليس برئياً من دمه حتى وإن كان هو الضحية.. وأن عطيل لم يكن عاطفياً متسرعاً أهوجاً وأن ما فعله كان التصرف الوحيد الذي يليق به وبحبيبته، وأنه حتى ديدمونة لما كانت ستحب عطيل وتحترمه لو لم يقتلها وأبقى على حياتها بعد أن تشوهت صورتها في نظره..
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire